الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية السبسي يتحدث عن تفاصيل حكومة الصيد وأسباب تحالفها مع النهضة

نشر في  04 فيفري 2015  (16:21)

في أول حوار صحفي يجريه، بعد شهر من توليه رئاسة الجمهورية، أكد رئيس الدولة الباجي قائد السبسي أن الاستجابة لروح الثورة ولمطالبات التونسيين، تتطلب العمل على تحقيق كرامة التونسيين وهذا أمر لا يتحقق دون تحقيق الأمن ومنع تكرار الإقصاء والتهميش ومنع عودة الظلم، مشيرا إلى انه يجب إعادة تطوير البلد اقتصاديا، وإطلاق استثمارات داخلية، وتحقيق الاستقرار الذي يشجع الاستثمارات الخارجية على العودة إلى تونس، و"هذا لن يتم قبل أن تتم معالجة الملف الأمني، وإنهاء الإرهاب، والتوافق السياسي".
وأكد السبسي في الحوار الذي اجراه مع صحيفة الفجر الجزائرية في عددها الصادر اليوم الاربعاء 04 فيفري 2015، أن التطلع إلى هذا الاستقرار هو الذي دفع قيادات الحزب الذي يتزعمه إلى تشكيل حكومة توافق، قائلا إنه حتى وإن كانت هناك شخصيات قيادية في حزب نداء تونس ترفض التوافق مع النهضة مثلا، فإن لديه ضابطين في العمل وهما احترام الدستور، الذي أعطاه صلاحيات محدودة مقارنة مع رئيس الحكومة، ورسالة الناخبين، الذين أعطوا لنداء تونس المرتبة الأولى في البرلمان، لكنه لم يعطه الأغلبية لتشكيل حكومة بأريحية، وبالتالي يرى السبسي أنه مهما كانت المشارب "فإننا يجب أن نحترم التواجد السياسي لأي طرف".
وفي تعليقه على تشريك النهضة في الحكومة تابع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي بالقول: "عندما حلت النهضة الأولى في انتخابات 2011، انسحبت حينها من الحكومة، إلى درجة أن هناك من اتهمني بمحاولة وضع حكومة النهضة في مأزق الوقت، كنت أقصد وضع تقاليد لدولة القانون، والآن يجب أن يفهم الجميع أنني رئيس لكل التونسيين، ويجب أن يكون سلوكي على هذا الأساس، وعليه فأنا أحترم التواجد السياسي للنهضة التي لديها كتلة كبيرة في المجلس، 69 نائبا، وتقترب عدديا مما يحوزه نداء تونس في المجلس، ولذلك احترمنا النهضة حتى في رئاسة مجلس النواب، وهم الآن معنا في الحكومة، التي تحوز الآن على أكبر قدر من التوافق".
من جهة اخرى وجه اللوم إلى اليساريين في جعل رئيس الحكومة المكلف الحبيب الصيد يشكل حكومة دون النهضة، رغم محاولة القيام بعكس ذلك، مستدركا بالقول: "لكن الذين أقلقونا أكثر هم اليسار الذين قمنا بكل الجهد السياسي من أجلهم لتشكيل حكومة دون النهضة، ولذلك طلبت من الصيد التريث والتأني ومراجعة تشكيلة الحكومة، لتعمل الحكومة بأريحية ولإعطائها مصداقية في نظر الشركاء الدوليين، وفق حسابات مضبوطة داخليا وخارجيا".
وعما إذا كانت الحكومة الأولى التي اقترحها الصيد قد أُحبطت لأنها كانت انقلابا على التوافقات الدولية، وأن الحكومة الجديدة تمت وفق هذه التوافقات بين فرنسا والجزائر، خاصة بشأن إشراك النهضة والاتحاد الحر، أجاب السبسي قائلا: "لا، ليس لنا أية اتفاقات مع أي طرف خارجي، الأمر يتصل بالسعي لإعطاء الحكومة أكثر من التوافق الداخلي والمصداقية في الخارج للمفاوضة على المسارات الاقتصادية وإنجاز برنامجها التنموي والاجتماعي، لا توجد أية توافقات دولية يمكن أن تفرض على تونس، أنا تلميذ الحبيب بورقيبة، وطالما أنا رئيس لتونس لن تؤخذ بعين الاعتبار أية ضغوط أو تدخلات خارجية في الشأن التونسي، من أي جهة كانت ومهما كانت وتحت أي ظرف".
أما عما تردد بشأن وساطة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بينه وبين زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي وانها ساهمت في صنع الوفاق السياسي في تونس، فأفاد قائد السبسي بأن لقاءه مع الرئيس بوتفليقة، الذي تزامن مع زيارة الغنوشي للجزائر في ماي 2012، كان على انفراد، وأن ما حصل لم يكن وساطة بالمفهوم الحرفي للكلمة، مضيفا: "الرئيس بوتفليقة كان ينشد تحقيق الاستقرار في تونس، وحينها تحدثنا عن الوضع وعن أدوات تحقيق الاستقرار، ومساهمة كل الأطراف، والشيخ راشد الغنوشي كان من الرجال العاملين والإيجابيين في المنطقة".